مازالت ملامحها البريئة والطفولية تلازمها حتى الآن ولكنها تحاول كسر القاعدة عبر التغريد خارج السرب بتقديم أدوار بعيدة تماما عن عُنصر الشكل وسبق أن قدمت دور مُطلّقة في فيلم "من 30 سنة"، ومن ثم دور فتاة تُحب رجلا يكبرها سنا في "لا تطفئ الشمس"، وهذا التنوع ساهم في صنع نجوميتها إلى جانب الكثير من الأدوار الملفتة للنظر منذ بدايتها في "تحت السيطرة" منذ سنوات مع نيللي كريم....
هي الفنانة جميلة عوض، التي تتحدث لـ"الفن" عن ظهورها الكثيف في السينما والدراما، ووجودها ضمن عائلة فنية لها تاريخ مميز، والمسؤولية التي تعقب ذلك، وعن النصوص التي تقرؤها، اضافة الى تساؤلات كثيرة لها في اللقاء التالي:
أنت احدى أكثر الفنانات الشابات ظهورا على الساحة الفنية حاليا، ألا يخيفك ذلك؟
لا أخاف من هذا الأمر الذي قد يكون صحيحا في الدراما التلفزيونية أكثر، ففي السينما أظهر بعمل أو إثنين، وأنا أتمنى الظهور بالسينما على قدر ما أظهره في الدراما ولكن سيناريوهات الدراما غالبا ما تكون أفضل من السينما، لذا اتواجد فيها أكثر منه في السينما، ولا أعتبر نفسي كثيرة الظهور لأنني أختار ما يناسبني فقط ولا أعمل للتواجد فقط.
وهل تعتبرين نفسك محظوظة بسبب بدايتك المُبكرة؟
بالتأكيد.. أرى نفسي محظوظة كي تكون لدي فترات لأستفيد منها، ولكن هذا الأمر يضع على عاتقي المسؤولية كي أكون أفضل وأفضل وأتعلم بسرعة وخصوصا أن هناك تسليط للضوء علي أنا وجيلي من الشباب في الوقت الحالي.
وكيف إستطعتِ الخروج من أدوار البنت المراهقة التي قدمتها لأكثر من مرة؟
عندما عُرض علي مسلسل "لا تطفئ الشمس" في رمضان الماضي، شعرت برغبة كبيرة في تقديم هذا الدور لإختلافه عما سبق وقدمته من أدوار، فدور شابة تقع في غرام رجل يكبرها بسنوات، شخصية صعبة وغريبة عني بعض الشيء ولم يسبق لي أن قدمتها من قبل، ووصلتني أصداء طيبة للغاية عن هذا الدور وعن العمل بشكل عام.
وهل النموذج من الشخصية التي قدمتها.. موجود في واقعنا؟
بالتأكيد.. هذا النموذج الذي قدمته موجود بالفعل على أرض الواقع، وليس شرطا أن يكون بنفس النموذج ولكن مع إختلاف التفاصيل، الفكرة نفسها موجودة مع إختلاف مستوى التفكير عن العمر أو السن وهذا موجود بكثرة على أرض الواقع ولا أقصد أن تحب فتاة رجل يكبرها في العمر.
وماذا أعطيت للشخصية من تفاصيل لم تكن موجودة بالنص؟
الشخصيات التي أُقدمها هي بمثابة أصدقاء قريبين مني، والموضوع أشبه بتبادل ما بين الأخذ والعطاء ما بيني وبين الشخصيات التي أُقدمها، ولكن الإعتماد الأساسي يكون على النص والسيناريو.
ولكن الشخصية تعرضت لإنتقادات بسبب حبك لرجل يكبرك في العمر؟
أهم شيء لأي شخصية أختارها أن تكون لها دوافع لما تقوم به، وهذا كان واضح من خلال تربية البنت وهي صغيرة وتدليل والدها لها، فهي كانت تبحث عن الحب والأب في الوقت نفسه، لذا فالشخصية طبيعية وليست غريبة بالنسبة إليّ.
من علامات دورك بـ"لا تطفئ الشمس"، أن الشخصية تُفكر بالقلب وليس بالعقل، هل أنت كذلك في الواقع؟
لست كذلك إنما أنا شخصية في الواقع أحب أن أفكر بعقلي وأوازن الأمور قبل أن أقوم بأي شيء، ولم يكن هناك تشابه بين هذه الشخصية التي قدمتها في "لا تطفئ الشمس" وشخصيتي الواقعية.
بعد تقديمك عدة أعمال سينمائية حققتِ بها النجاح، ما الذي تبحثين عنه حاليا من إختلاف؟
أبحث عن أدوار مُلهمة بالنسبة لي، وهذا الإلهام يأتي من النص إلى جانب عوامل أخرى مثل الإخراج والإنتاج وفريق العمل، وهذه الأشياء هي التي توحي لي بإمكانية تنفيذ الاعمال بالشكل الصحيح، وعلى هذا الأساس أختار أدواري.
ملامحك وشكلك مازالا لفتاة صغيرة في العمر وهذا قد يستمر معكِ لسنوات، ولكن كيف لكِ أن تتجنبي هذا الأمر في أعمالك المقبلة؟
أنا بالفعل هربت من هذا الأمر في دوري بفيلم "من 30 سنة" حيث لعبت دور المطلقة، ولا أشعر أن للشكل علاقة كبيرة بنوعية الأدوار أو أداء شخصيات لمراحل عمرية أكبر مني في الواقع، فالمهم يكمن في الطريقة التي تخدم الدور، وهناك بالفعل ممثلين عالميين إعتمدوا على الماكياج في إظهار أنفسهم بعمر أكبر منهم وهذا هو عمل فن المكياج إلى جانب دراستي للسيناريو والدور الذي أُقدمه.
وهل إخترتِ أدوارا سينمائية مقبلة؟
هناك أكثر من سيناريو معروض علي في الوقت الحالي ولكنني لم أستقر بشكل نهائي على ما سأشارك به، ولكن الأعمال المعروضة علي مُبشرة بالنسبة لي بعد أن جمعتني بمخرجي هذه الأعمال جلسات أوضحوا لي تفاضيل القصة بشكل عام والدور.
وهل صحيح أنكِ رفضتي عروضا لتقديم الفوازير في رمضان؟
كلا لم يحدث ذلك لأنني أتمنى تقديم الفوازير ولن أرفض لو عُرضت علي ولكن من المهم توافر الإمكانيات اللازمة لتقديمها للظهور بأفضل شكل ممكن، فأنا أحب الإستعراضات منذ طفولتي.
وما الذي ساهم في حُبك للإستعراض والفوازير؟
عمل والدي كمخرج لفوازير الفنانة لوسي منذ عشرين عام. فأنا كنت أُشاهدها وأحضّر معه في بعض الأحيان، فأحببتها للغاية ومن هنا بدأت علاقتي بالفوازير.
انت ونيللي كريم كالاخوات، بحسب تصريح لك، فهل علاقتكما بدأت منذ التعاون معا في "تحت السيطرة"؟
بالطبع علاقتي بدأت بنيللي من هذا العمل الذي شهد ميلادي الفني وحققت به نجاحا كبيرا، وهذا العمل لا يمكن أن أنسى كواليس تصويره وكنت أستفيد من نيللي وكانت تتعامل معي مثل شقيقتها الصغرى. علما انني كمشاهدة، أحببت نيللي للغاية في عدة أعمال سابقة قدمتها فضلا عن حبي للباليه الذي تُجيد رقصه.
تأتي القراءة من ضمن هواياتك، فهل هذا من قبيل الحب أو الإستفادة؟
أحب قراءة الكتب والروايات منذ طفولتي، وبالتأكيد هذا شيء يُفيدني أيضا بشكل عام.
وجودك ضمن عائلة فنية لها تاريخ طويل، هل هذا الامر يحمّلك مسؤولية؟
بالتأكيد.. يحمّلني مسؤولية أن أكون أفضل وخِياراتي تكون مختلفة ومناسبة، كي أصنع لنفسي شخصية مختلفة، والأهم أن أُقدم أعمال أُحبها كي أستطيع أن ُأبدع فيها.
وفي النهاية..ايهما تفضلين، العمل في السينما أم في الدراما التلفزيونية؟
ليست لدي ميول في العمل باتجاه دون الآخر، ففي النهاية الفن واحد سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح، وأنا أختار ما أُحبه وما يناسبني. ظهرت في كليب "3 دقات" وكانت تجربة مميزة، ولا مانع لدي من العمل في المسرح لو سنحت لي فرصة مميزة وبتوقيت مناسب.